2014/02/22

{ .. كُـوبـانِ مِن الـقَهوة ~



      













{ .. كُـوبـانِ مِن الـقَهوة  ~


لا شيء أجمل من رائحة الـقهوة ..
سوى همسات الصباح العبقة برائحة الندى والقهوة الطازجة .. !!
رغم مرارتها، رغم سوادها، إلا انه لها لذة غريبة و الأغرب ..
أن العالم كله و إن اختلف في إعدادها .. اتفق على حبهـا ..
كان يملك العالم بين يديه، أو هكذا ظن ..

فقد كان يعمل في مقهى لتقديم القهوة ، فقط رائحة القهوة في صباحه هي التي تعطيه الثقة بذلك ..
تعطيه الإيجابية التي يحتاجها لبقية يومه، و السعادة لبقية حياته ..
أو ربما رؤيتها هي السبب ..
فلم يكن يحب الصباح أو طقوسه المعتادة من قبل أن يلتقيها ..
اعتقد أنها ستكون مجرد زائرة جديدة للمقهى ..
و ما لبث الأمر حتى أن أصبحت زبونة دائمة له ..
و لم يتأخر عن الحضور مبكراً لعمله دقيقة من بعد ذلك .. !!

"كُوبان من القهوة"
طلبها المعتاد .. كوبان من القهوة كل يوم .. !!
مع أنها تأتي وحدها .. و في كل مرة ..
"كوبان من القهوة"
تجلسُ في زاوية المقهى حيث تسطع شمسُ الصباحِ؛ لتراقبُ المارة عبر النافذة ..
تحتسي كوبها في صمتٍ و هدوءٍ ..
و تُغادر ..

ذكَرَتهُ بمقولةٍ تقول
 “القهوة لا تُشرب على عجل، القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مِهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات” * محمود درويش


كان الفضول يتخلل بداخله و يزداد كل يومٍ يراها فيه ..
من سر "كوبان القهوة" حتى ربطة شَعرها خضراء اللون .. !!
لن يمتلك تلك الشجاعة اللازمة ليذهب ليسألها إذا كان لديها حبيبٌ أم إن كانت في انتظار أحداً ما .. ؟؟ أو لماذا تجمع شعرها بشريطةٍ خضراء .. ؟؟

ياااااه جمالها ..
لقد أعترف بداخله أنه واقعٌ في غرامها .. ربما من اللحظة الأولى ..
اللون الأخضر مناسبٌ لها جداً ..

إنه لن يعرف أبداً ..
بأن كوبٌ من "كوبان القهوة"
هو في الواقع له .. !!

لأنها فقط ترغب بمُشاركة القَهوة معهُ ..

إنه لن يعرف أبداً ..
بأنه هو الذي كانت تُراقب انعِكاسه على زجاج النافذة كل صباح ..

لأن هذا الحُب هُو الذي عَبَق مَع القَهوة ..


"والقهوةُ أنثى شهيةُ اللونِ والرائحة
عذبةُ الـمِـزاج، صباحيةُ الأشواق
تداعبُ قلبَ العاشقِ ببطئ
وترفعُ نسبةِ الحنين في دمهِ
لتَـتركَـهُ مُـعلقاً بينَ أحضانِ حُـلمهِ ونشوةِ حقيقته.. " *مجهول


تمت .. 

رأيكم .. ؟؟

هناك تعليقان (2):