{ .. أراكِ .. ~
لَمْ يَعْلم
سبب اكتِسَائِها بالحُزن في الآوِنةِ الأخِيرة ..
لَمْ تكن على سَجِيتها
..
لِمْ تُغادر
منزلها منذ يومين ..
لا أحَد يَعْلم
عنها شيء .. وانْقِطَاعٌ تَامْ عْن أخبَارِها ..
لِمْ يَكُن ذَلِك
مِن عَادتِها قَطْ ..
كَانت تِلك
الفَتَاة المُشرقَة المُتَأَلقَة، مهما قَسَت عَليها ظُروفِهَا ..
أَصْبَحَت
تَلًف جَسَدِها بِالأسْودِ .. غَير مُبالية لتَسريحة شَعرِهَا أو حَتى مَظْهَرِهَا
..
كُسِر حَالُه
على حَالِها ..
فلَمْ يَكُن يَعْرف
مَا بِها .. و يَخْجَل مِن سُؤالها ..
تَذَكر دفئ
ابتسامتها عند أول لقاء .. كانت ليلةٍ كهذه، تحت نَفس السَمَاء المُضِيئَة
بالنُجُوم .. لكِنَها هِي مَنْ كَاَنت تُضِيء ..
تَذَكر تَلعْثِمه
فِي كَلامِه مَعِها، خَجَلِه مِنْ التِقَاءِ عَينَاهُمَا ..
عَجِز عَن وَصْفِها
..
عَفَويَتِهَا،
ضِحْكَتِها، حَركَاتِها، نَظَراتِها ..
لِمْ تكن كأي
أحد عرفه في حياته ..
لِمْ تكن تشبه
أي مخلوق عرفه في دنيته ..
كانت تشبه
نفسها .. و نفسها فقط ..
عرفت كيف تخرجه
من لعنات وحدته ..
رمت بعيداً
صاحب القلب المفطور الذي كان هو ..
عَرِف حِينَها
أنها أمنيته الأولى و الأخيرة ..
مَازَال حَائِراً
.. كَيف لِشَخْصٍ مِثْله أَنْ يَسْتَحِقُها ..
شَاهدها و هِي
تُغَادر بَوابة مَنزلها ..
وكيف تُغلق
الباب في بطيء .. و كَأن زَمَانُها قَد تَوَقَفْ ..
أراد أن يذهب
ليسألها ما خَطْبها ..
لَمْ يَعلم مَا
يَفْعَله هُنا تَحديدَاً ..
كالغريب يقف
أمام منزلها ..
أكتفى بالمُراقبة
البعيدة ..
شاهدها و هي
تمشي في الطرقات المُظْلِمة .. وَحْدِها ..
لا يعلم أين
وجهتها .. مشى خلفها ..
وكلما أقترب
منها شَعَر وكَأنَهُ بِالجَنْة ..
شعورٌ بالنشوة
يَغْمُر رُوحَهُ، وكَأَنَهُ يَقْتَرِبُ مِنَ النُورِ بَعْد الظُلمة ..
تمنى لو أَنْ تَعْلَم
بِوجُوِده بجانبها ..
أَنْ يَضُمُهَا
إِليه ولا يُشْعِرُهَا بَأسَاهَا ..
أكْتَفَى بالمَشْي
عَلى رُؤوسِ أصَابِعه ..لَمْ يَكُن لِيُخِيفُهَا ..
أقْسَم أَنَهُ
كَان يسْمَع أنْفَاسُها وهِي تَبْكِي ..
بَكِي قَلبَهُ
قَبْلَ أن تَبكِي عَيِنَاه ..
تَعَجَب مِنْ
المَكَان الذَي وقَفْت فِيه ..
قَرَرَ أَنْ يَدخُل
مَعهْا .. لَمْ يَكُن لِيَترُكَهَا ..
رَآها تَبتَعِد
شَيئاً فَشَيئاً .. و كَأن الظُلمَة تَبتَلِعُهَا ..
اسَتَمر فِي مُراقبتِهَا
..
قرر أن يقترب مِنْهَا
.. ليَشعر بِشيء مِن الطَمَأنِينَة ..
شَعَر بِوَخز فِي
قَلبهُ مَع كُل خَطوة يَخْطُوها إليِهَا ..
كَانت تُحَدِق
فِي المَجْهوُل أمَامُهَا ..
وَقَفَ بِجَانِبهَا
..
لكِنَها لَمْ تَتَحَرك
.. لَمْ تَنْظُر إلِيه ..
التَزَمَ
بالصَمْت و مُرَاقَبَة انهِمَار دُمُوعِها ..
نَظَر
أَمَامُهُ إلى الحَجَر الذي نُقِشَ عَليِه اسْمَهُ .. !!
تَـمَـت ..
Tuesday 20 /
05 / 2014 AD
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق